الوصف
منذ أن ظهرت سيميائيات المسرح في مطلع القرن العشرين وهي لا تفتأ تتوسع، بحيث اقتحمت حقولا عديدة، ودرست أنساقا رمزية وثقافية متباينة من أدب وأساطير وخرافات وسينما وفن تشكيلي وفوتوغرافيا ومسرح وهندسة معمارية… على أن اهتمامها بالمجال التربوي تأخر نسبيا، إذ لزم انتظار نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة لنشهد ظهور أبحاث ودراسات سيميائية تعالج الظواهر التربوية والتعليمية، بل إن الجمعية العالمية للدراسات السيميائية لم تعترف بالسيميائيات التربوية كفرع من السيميائيات إلا سنة ٢٠١٤هذا التأخر في ظهور السيميائيات التربوية يلاحظ أيضا في العالم العربي، بحيث أن التصنيفات والبحوث في هذا المجال تكاد تنعدم. لعل هذا هو ما سوغ تأليف هذا الكتاب، فهو يسعى إلى استقصاء العلاقة بين السيميائيات كعلم للعلامات، وبين التربية بوصفها عملية تتوخى تعليم الأفراد والجماعات كيفية فهم تلك العلامات وتأويلها واستعمالها، كما أنه يعالج قضايا تتعلق باشتقال بعض الأنساق العلامية في المجال البيداغوجي، من قبيل التواصل غير اللفظي وخصوصية الصورة البيداغوجية ووظائفها، وأدوار الصمت في التواصل البيداغوجي، وأوجه التشابه بين الممارسة المسرحية والممارسة البيداغوجية من الناحية السيميائية.