التفكير السيميائي
160 درهم
التفكير السيميائي وتطوير مناهج البحث الإبلاغي المعاصر
الناشر : دار كنوز المعرفة
سنة النشر : 2015
عدد الصفحات : 416
محاولة أكاديمية واعية تستشرف الأطر الأبستمولوجية في سبيل تطوير دراسة البلاغة العربية على مستوى المصطلح ومنهجية البحث للخروج من ضيق العتمة في المعيارية إلى الفضاء الوصفي التحليلي الواسع .
ويطمح هذا الكتاب إلى اقتراح مشروع منهج لقراءة لسانية إبلاغية تستثمر عدداً من النظريات المعاصرة في ظل اهتداء لانفتاح النص على سياقات معرفية عديدة ، ولينتهي البحث إلى أن الإبلاغية ـ وليس البلاغة أو حتى الأسلوبية ـ ما يجب أن يكون مشروعاً مستقبلياً متجدداً ومقارناً منفتحاً على طرائق تسعى إلى تجسير الاتجاهات السلوكية والمعرفية المحيطة بالإنسان كـ ” النظم الفلسفية المنطقية وإسقاط الدرس النفسي الاجتماعي واللساني النقدي على المنهج “من أجل إنجاح النظرية التواصلية في التصور والإجراء البحثي حتى يفضي ذلك إلى إيجاد مساحات حقيقية في خارطة الحضارة والفكر عالمياً.
فعلى مستوى المصطلح نجد المفاهيم المعرفية بها حاجة إلى كبير عناية ، مثال ذلك الفصاحة ، البلاغة ، والمجاز المرسل ، وعلى مستوى منهجية البحث ينغلق كثير من الباحثين في البلاغة على تأطيرات جزئية مستهلكة محترقة لا تخرج عن فهم ” السكاكي وشراحه وعلي الجارم وأحمد أمين في بلاغتهما الواضحة ” ، فتحول البحث في كنه البلاغة من حالة الاستاطيقا وأدواتها المعرفية إلى جعل التعريف بالعلم ومصطلحه المتآكل على وفق ما أنتجه المتأخرون سبيلاً للدراسة ، فما زادوا بعد الجهد إلا أن قالوا : ” إن الماء ماءٌ “.
من هنا تبين للباحث أن الاجتهاد في التطوير حاجة ملحّة تفرضها سنن الله عزوجل في الكون منتهياً إلى مصطلح أكثر مناسبة للبلاغة والأسلوبية وهو” الإبلاغية ” ، ومنهج أنضج درساً للبحث والابتكار والتفكير وهو تجسير الاتجاهات المعرفية ” السيميائية بخاصة ” والتذوقية بديلاً عن الخوض في الشرح والتحليل والنمذجة التقليدية ، مع التأكيد على أن هذا المنهج يضع في الاعتبار القيم العلمية لثقافة الباحث الأكاديمي ، فالتحليل الإبلاغي جد خطير ومرد ذلك يعود إلى أن الباحث في الإبلاغية يجب أن يكون متمكناً من أدواته الثقافية والمعرفية ، ولذلك فما هذا الكتاب إلا مقدمة ـ ربما ـ تخطف الأنظار إلى التجديد والتطوير .