الأم
135 درهم
الكاتب : مكسيم غوركي
المترجم : فؤاد أيوب
المترجم : سهيل أيوب
الناشر : دار التنوير
سنة النشر : 2007
عدد الصفحات : 498
…صاحت الأم بصوت مرتفع : أنا لست لصّة ، لقد جرت البارحة محاكمة بعض المتهمين السياسيين ، وكان بينهم ابني فلاسوف . لقد ألقى في المحاكمة خطابا.. إنني أحمله إلى الشعب حتى يقرأوه ويفكروا في الحقيقة ..
…ثم لوّحت بالمناشير في القضاء ورمتها فوق رؤوس الحشد حولها ، هل تعلمون ما هي الحقيقة ؟
الفقر ، الجوع ، المرض ، … نحن نموت مرهقين ونحن معفرون في الوحل ، مخدوعون بينما يمتص الآخرون كل الفرح والفوائد حتى التخمة . وأسرعت توزع المناشير للناس المحتشدين ، فأمسك بها دركي من ياقتها وهي تصيح : وحدوا أيها الناس قواكم في قوة واحدة عاتية ! وصاحت في وجه الدركيين : إنكم لاتثيرون إلا ثيران الحقد عليكم!
وأمسك بها أحد الدركيين : من عنقها وراح يخنقها فشخرت . وكانت المناشير تملأ الفضاء ويلتقطها الحشد الكبير لمعرفة الحقيقة التي من أجلها قتلت الأم.
يحاول مكسيم غوركي من خلال روايته أن يبرز تلك الطليعة العمالية الثورية التي هي من طراز جديد فأدخل في روايته التجربة السياسية لسنوات الثورة العمالية الروسية. وإلى هذا الوعي السياسي كان أبطاله مدينون بعظمتهم وحقيقتهم، حقيقة التاريخ. من أجل هذا لم يكن بناء هذه الرواية قائماً على عقدة تحل، وتعقد أقداراً شخصية، بل بناها غوركي على نمو روابط طبيعية تعكس الأقدار الشخصية فيها ما بينها من تناقضات.
فالخصائص والغنى الداخلي عند كل من أبطال الرواية، وقابليته للانفتاح للحياة، وللتأثير عليها، كل ذلك يتوضح من خلال تطور الأحداث التي تنتهي بالحلم على بول وأندريف بتوقيف الأم، ولكن هذه الهزيمة لا تضعف شيئاً من الثقة بالنص النهائي، نصر القيم الإنسانية التي يحملونها في أعماقهم، وكذلك فإن بول وأمه، شخصيا الرواية المحوريتان، كانا يدركان دائماً بألا حظ لهما بتجنب السجن والنفي ولكنهما يدركان أن مصيرهما شخصياً، وهو أبعد ما يكون عن إضعاف الحركة الثورية، يجب أن يكرس لتنشيط هذه الحركة.